شخصيات ملهمة

الحشاشون وملوك العصور الوسطى…كيف تمت الاغتيالات ؟

الحشاشين هي الفرقة التي تم إنشائها على يد الحسن الصباح ، في قلعة “آلموت” في إيران. وهي فرقة اغتيالات منظمة جدا ، قامت بالعديد من العمليات الناجحة . وأشهرها تلك التي حدثت سنة 1192م . حيث استطاع الحشاشون اغتيال ملك مملكة بيت المقدس الأول .كونراد من مونفيراتو . الذي أصبح ملكا عن طريق الزواج . وتوج رسميا في 24 نوفمبر 1190م . وتم اغتياله بعدها بأيام بعد تتويجه . بأمر من رشيد الدين رئيس الحشاشين في سوريا.

ماذا يقول المؤرخون ؟

يقول الكاتب “أحمد الزيني” في روايته “ديفيد ماجين” . أن دوافع اغتيال الملك “مونفيراتو” من قبل رشيد الدين ضلت غامضة . وتقول النظرية الأكثر تداولا . أن خصمه ريتشارد الرابع المعروف بقلب الأسد . هو الذي أوكل هذه المهمة لرشيد . لكون “مونفيراتو” قد تخلى عنه في حملاته الصليبية ، كما ان هنام راي آخر يميل إلى قول ان صلاح الدين الأيوبي هو من كان يقف وراء كل هذا.

مادا يقول ابن الاثير ؟

يقول ابن الاثير في كتابه “الكامل في التاريخ” ان ريتشارد قلب الأسد ، كان وراء هدا الاغتيال، وقال في أفريل سنة 1192،”أرى ان تخضع الملكية للتصويت”،(خشي ريتشارد من أن يختار بارونات بيت المقدس كونراد بالإجماع) ،هاجم اثنان من الحشاشين كونراد وطعنوه مرتين في جنبه ، وعلى ظهره ،قبل ان يتمكن حراسه من الإطاحة بأحد الحشاشين والقبض على الآخر، الذي اعترف فيما بعد وتحت وطأة التعذيب . بأن ريتشارد هو الذي كان وراء عملية القتل.

وايضا استطاع الحشاشون توصيل رسالة، من خلال وضع سكين تحت وسادة السلطان صلاح الدين، ويقصدون بذلك أنهم قادرون على الوصول الى عنق السلطان ، في أي وقت يريدون، وقاموا بالكثير من الاغتيالات ،في شتى أنحاء العالم ،قبل أن يتم إبادتهم على يد المغول ،في حملاتهم على بلاد المسلمين.

وبقي اغتيال ملك مملكة المقدس، لغزا لم يتم حله إلى اليوم، وأما عن الحشاشين فهي فرقة نزارية اسماعيلية، شيعية انفصلت عن الدولة الفاطمية ،أما عن سبب التسمية فهناك ثلاث نظريات ، الأولى تقول أن الملك الفاطمي الحاكم لأمر الله ،هو من اطلق هدا الاسم في رسالته سنة 1123م، المرسلة إلى الاسماعيليين في الشام ،وكان الغرض من هده الرسالة نقض مزاعم نزار المصطفى لدين الله بالإمامة ، والتأكيد على شرعية الخط المستعلي ،وقد تم ذكر فيها مصطلح الحشيشية مرتين ، من غير تقديم سبب واضح . اما النظرية الأخرى، اساسان (assasins ) وهم القتلة أو الاغتيالين ، وهده التسمية كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية ، الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم الذين خافوهم ولقبوهم “الاساسان” .

والنظرية الثالثة كانت تقول بأنه في بداية نشأتهم كان يهيئ لهم الخليفة الفاطمي بيئة الجنة ، من خلال جلبهم إلى مواقع تدريبهم وشربهم الحشيش وإدخالهم إلى أماكن جميلة وترغيبهم بما سيمليهم عليهم الخليفة لتنفيذ أوامره.

بقلم:مصيبح محمد عبد الهادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى